الاثنين، 14 يوليو 2008

من غير شر :)

سوف أبتعد لمدة ليست بالقصيرة (مو أقل من شهر) أعاود بعدها التدوين بإذن الله.

أترككم بحفظ الله و رعايته.

في أمان الله

الخميس، 3 يوليو 2008

قصة بدأت في السماء


في السماء...حيث بداية البدايات، وفي منزلة عالية المكان و المكانة، نُفِخَت الروح من الحي القيوم في جسد فخاري صنع من أديم الأرض ، تسللت الحياة من رأسه حتى أخمص قدميه ، ليفتح آدم عينيه ويرى الملائكة ساجدين له ، وشيطان بغيض يعارض الأمر الإلهي (أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) ، فيستحق الطرد و اللعن إثر ذلك، وليخرج ذليلاً صاغراً من هذا العالم الجميل متوعداً ( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلي يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا).
بعد أن خرج إبليس و جر وراءه إزعاجه، أكمل آدم يومه يعرّف الأشياء بمسمياتها ليثبت للملائكة أنه الأجدر بإدارة الأرض بعلمه الواسع الذي علمه إياه ربه الواسع العليم...وبعد أن بلغ به التعب مبلغه ، أزلفت الجنة عند قدميه ، وغردت العصافير و دنت الأشجار بأغصانها ترحيباً بالساكن الجديد.
الجنة ، حلم المتقين و منتهى ما يريده الإنسان ، جالها آدم طولها بعرضها ، إلا أنه استوحشها!! فقد خالجه شعور محزن سمي فيما بعد " بالوحدة " ، فلم يجد سبيلاً للهروب من وحدته سوى أن يسدل جفنيه و يغط في سبات عميق.

هنا .... في غفلة منه... في صدره ...ومن ضلع إعوجَّ ليحمي القلب من ضرباته الدامية.... خُلِقَ كائن جميل، خرج من ذلك المكان الدافئ و استقر مكانه عند رأس آدم ، ليفتح آدم عينيه و يفرح "بها" أيما فرح.

قال: من أنتِ
قالت : أنا إمرأة
قال: لم خلقتِ
قالت: لتسكن إليّ
هنا أتى الملائكة لينظرون ما بلغ من علم آدم ...سألوه :ما أسمها يا آدم؟
قال :...حواء
قالوا: ولمَ حواء؟
قال: لأنها خلقت من شيء حي

حــــــــــواء.....

يا من خُلقتِ وكان الخلقُ وضّاءَ *** كم ذا بهرتِ وكنتِ الطينَ والماءَ!
في صدر آدمَ ضلعٌ أمرُه عجَبٌ !*** فلقد تجمّل حتى صار حواءَ
في صدر آدم قلبٌ خافقٌ أبداً *** حتى يرى الضلعَ للأضلاع قد جاءَ

قيل ...أن الله خلق حواء و آدم نائم حتى لا يكرهها ، فالرجل إذا تألم كَرِه ، بعكس المرأة التي إذا تألمت إزدادت عطفاً ، فلو خلقت حواء و آدم مستيقظ لأحس بألم خروجها من ضلعه و كرهها (بينما المرأة عندما تنجب ترى الموت أمام عينيها وهي مستيقظة لكنها ما أن تسمع صراخ وليدها تهرع إليه و تضمه).

استبدل الله تعالى آدم ضلعاً كان يحوي قلبه ... بكائن يحويه و يحوي العالم بعطفه.
حواء التي خلقت بجانب القلب لتتعامل مع القلب كما قال الشاعر (حتى يرى الضلع للأضلاع قد جاء).

وكان عالم آدم الجميل ...حيث الرب الأعظم ... حيث الملائكة يسبحون...حيث الجنة...والشيطان مطرود..........و حواء.

**********************************
في الغرب يقولون men start the sentence….women finish it for them
و أنا لا أجد في شرح ذلك أبلغ مما قاله د.عبدالمعطي الدالاتي:

آدم وحواء ..
عاشا معاً في السماء ، ثم هبطا سوياً إلى الأرض،
ليبنيا من جديد .." بيت القصيد" ..
آدم كان شطره الأول .. وحواء كانت شطره الثاني ..
وإذا كان للشطر الأول شرف البدء، و براعة الاستهلال ..
فللشطر الثاني حسن القافية، وروعة الختام ..


آدم وحواء
قصة بدأت في السماء .. ومرت بالأرض في طريق عودتها إلى السماء..