الخميس، 29 أبريل 2010

ماذا نريد؟

هذه هيروشيما في عام 1945 م بعد إلقاء القنبلة النووية عليها...




و ها هي الآن...


هذا ما أراده اليابانيون لليابان أن تكون ... فهل نعلم نحن ماذا نريد؟

.

.

.

.

هذا هو nick vujicic

ولد دون اطراف ، وهو الآن أحد الرواد في مجال تطوير الذات ...هذا ما أراده لنفسه ...فهل نعلم ماذا نريد؟

لا .. نحن لا نعرف ماذا "نريد" ، لكننا خبراء في معرفة "ما لا نريده" !!
فنحن لا نريد الواسطات ، و لا نريد الإختناقات المرورية، ولا نريد التلوث، ولا نريد الفساد ، ولا نريد الطائفية ، و لا نريد التعصب ، ولا نريد مشكلة البدون ، ولا نريد الشخص الفلاني في المنصب الفلاني ،وهذا لا يريد إسقاط القروض ، وذاك لا يريد القروض ، وهؤلاء لا يريدون الديمقراطية ، و أولئك لا يريدون من لا يريدون الديمقراطية ...


عظيم ، لكن ماذا (((نريد))) ؟

نريد عكس ما تم ذكره أعلاه؟ ...خطأ ... game over ...حاول مرة أخرى ، وأحثكم أعزائي على المحاولة ، فإذا أردنا العكس فإن ذلك يعني أننا ما زلنا ندور في فلك ما لا نريد دون الخلاص منه، فهل تعتقد عزيزي القارئ لو أن نيك فوجيسيتش ظل يطالب فقط ماهو "متاح" له من حقوق في حدود إعاقته (كما هو حال الكثير من المعاقين) لوصل إلى هذه المرتبة؟ ، نحن نحمد الله أن اليابانيون لم يشغلوا أنفسهم في الماضي بمحاربة الفقر و علاج الأمراض التي خلفتها الحرب فلو وضعوا أنفسهم فقط في إطار تذليل العقبات دون القفز فوقها و النظر إلى ما ورائها لما تنعمنا بما جادت به عقولهم من إختراعات.




لا تقاوم ما لا تريده فأنت بذلك تجعله جزءاً منك ، ألا تلاحظ أن الشركات التي تعتمد في سياستها على تخفيض النفقات و المصروفات تحوم في دائرة التقشف حتى تفلس، فهي تخفض من الإنفاق في الإعلان عن تسويق منتجاتها ، و تخفض من جودة منتجاتها ، و تسرح الخبراء فيقل الطلب على ما تعرضه فتعمد مرة أخرى إلى تقليل نفقاتها في ظل شح الإيراد و هكذا دواليك ...فهل هذا ما تريده لنفسك و لمؤسستك و لمجتمعك؟




لقد توقفت عن متابعة المدونات لفترة ليست بالقصيرة ، وها أنا أعود لأرى نفس منهج نقد ماهو موجود في الواقع ، من قبل شباب على قدر كبير من الثقافة و القدرة على التحليل و المقارنة إلا انهم يوظفون كل طاقاتهم في النظر فيما ما لا يريدون.

الكل يبحث في الأسباب التي أدت إلى تراجع الكويت ، لكن السؤال الذي لم يطرح هو ما الذي جعل (كويت الماضي) تتقدم الصفوف على جميع الأصعدة. أعتقد أن المهارة الوحيدة التي إمتلكها آباؤنا في ذلك الحين أنهم سألوا أنفسهم السؤال الصحيح وهو (كيف نستفيد من هذه الوفرة المالية؟) فأرادوا نهضة و تنمية و علم و رخاء وديمقراطية بالرغم من أن أغلبية المواطنين آنذاك يعانون من الأمية و الفقر و إرتفاع معدل الوفيات لكن يكفي وجود هكذا رؤى لاستنهاض الهمم فلم يشغلوا أنفسهم بمعالجة و مقاومة و محاربة ما هو راهن، و كما يقول د. وين داير "قوانين الطفو لم تكتشف بالنظر إلى المواد و هي تغرق" فمن يريد أن يخرج نفسه من دائرة المعاناة يجب أن يبحث في أسباب النجاح لا أن يقف عند أسباب الفشل و يحللها ، فمن يحمل رسالة و رؤية واضحة عما يريد و يمضي قدماً في تحقيقها تذلل له العقبات تلقائياً.


أرجوكم تمعنوا في هذه الآية الكريمة ، بسم الله الرحمن الرحيم (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) صدق الله العظيم ، هنا أمر إلهي بأن يترفع المرء بالنظر فيما يعيقه و يمضي إلى آفاق رحبة في تحقيق ما يريد ، فرجائي و رسالتي إلى كل مدون ... جميعكم أنشأتم مدوناتكم و أنتم على علم تام بأن أصواتكم مسموعة و أنكم مراقبون من قبل أبسط فرد من أفراد المجتمع إلى من هم في أعلى هرم السلطة ، و أؤكد لكم بأنهم على علم تام بما لا تريدونه ... إذن ألم يحن الوقت لكي تزيحوا الستار عن تصوركم فيما تريدونه؟