الخميس، 9 أكتوبر 2008

تم حذف موضوع "التوبة من دي النوبة" و أعلن عن أسفي لقيامي بهذه الخطوة ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر للزميلة الزين لمشاركتها بالموضوع.

الأحد، 5 أكتوبر 2008

حتى تكتمل الصورة

"وجه القمر" مسلسل عرض في رمضان عام 2000 ، شهد عودة الفنان أحمد رمزي إلى التمثيل و كان من بطولة الرائعة فاتن حمامة.
على الرغم من أني لست من متابعي المسلسلات بشكل خاص و لا من متابعي التلفاز بشكل عام ، إلا إنني تابعت هذا العمل الفني باهتمام و اعجاب كبيرين على الرغم من كم الانتقادات التي وجهت له.
في إحدى المقابلات الصحافية، عندما سُئلت الكاتبة ماجدة خيرالله عن سبب إختيارها لإسم "وجه القمر" ليكون عنواناً للمسلسل قالت ، إن الرسالة المراد إيصالها للجمهور من خلال هذا المسلسل هي أن الحقيقة لها عدة أوجه إعتماداً على وجهة نظر من يرويها فهي بذلك تشبه القمر الذي تختلف أوجهه تبعاً للجهة التي تسقط فيها أشعة الشمس ، لذلك فإن وجه القمر الكامل "البدر" ماهو إلا تجميع لتلك الأوجه غير المكتملة و المختلفة بأشكالها.

تعود بي الذاكرة عندما كنت طالبة في كلية الهندسة قسم العمارة حينما كان يطلب من الطلبة أخذ صورة "كاملة" للموقع الافتراضي المراد إقامة تصاميمهم عليه ، وبناءً عليه كانت تسيَّر الرحلات إلى ذلك الموقع الذي عادة ما يشغل عدة كيلومترات، أما عن الكيفية التي تتم فيها أخذ صورة كاملة لموقع مترامي الأطراف فهي كالآتي:

1-يقسم الطلبة إلى فرق عمل.
2-ينتشر الطلبة في أنحاء متفرقة من المكان المراد تصويره و يقومون بالتقاط الصور كلٌُ من موقعه.
3-يتم تظهير جميع الصور.
4-تلصق كل صورة بجانب الأخرى "كما هو الحال في لعبة الjigsaw puzzle " إلى أن نحصل على صورة كاملة للموقع.

لم يكتب لي بأن أدرس هذا المقرر فقد واجهت بعض الصعوبات أثناء دراستي جعلتني أتحول بشكل "دراماتيكي" من طالبة عمارة إلى طالبة علم إجتماع :)

في علم الاجتماع تعتمد الدراسة بشكل أساسي على حفظ النظريات ، و النظريات ، و النظريات ، و المزيد من النظريات التي قد يصل "بعضاً منها" في ركاكتها و لاواقعيتها إلى درجة السخف.

أتذكر أنه في أحد المرات توجه أحد الطلبة إلى دكتور مادة علم إجرام "بعد أن بلغ به التعب مبلغه من الحفظ" سائلاً إياه إن كانت هناك نظرية واحدة شاملة يمكن الاعتماد عليها في تفسير أسباب الجريمة بجميع أنواعها ، قال (الدكتور): بشكل عام، الإنسان و كل ما يتصل به و بمجتمعه لا يمكن حصره بنظرية واحدة أو إثنتين أو ثلاث نظريات ، و أنه حتى أقل النظريات قبولاً في الأوساط العلمية تجد لها ما يدعمها من أدلة في الحياة ، لذلك إذا أردنا أن نصل إلى فهم شامل للإنسان و مجتمعه يجب أن نقف عند جميع الدراسات التي أجريت حولهما ....هنا ، تذكرت الصورة التي لا تكتمل إلا بتجمع أجزائها المتناثرة.
******************************************
هناك مراحل في حياتنا تمر خفيفة لطيفة كنسيم عليل في ليال صيفية ، هذا الوصف المفرط في شاعريته لا ينطبق أبداً على مرحلة دراستي الجامعية التي أظنها من أصعب المراحل التي مررت بها في حياتي (حتى الآن)، لكن يحسب لتلك الأيام أنها علمتني بعض الفضائل منها ألاّ أتشبث بمكاني دائماً، بل أنتقل إلى موقع "الآخر المختلف" حتى أرى الأمور من وجهة نظره ، و أن ذلك لا يعني أبداً التنازل عن رأيي إن كنت على أتم الاقتناع به . أعترف بأني في بعض الأحيان أقع في شرك الإستماتة في الدفاع عن رأيي لكني ما ألبث أن ألين فيدفعني فضولي لأتزحزح من مكاني لأرى الأمور من زاوية أخرى حتى تكتمل عندي الصورة.