الأحد، 30 أغسطس 2009

الله خير حافظ

أبرز عناوين الصحف ليوم الأحد 30 أغسطس 2009:

القبس
( « إنفلونزا الخنازير » تحول إلى خلاف بين النواب وإشادة بجهود الساير والحمود)

الوطن
(«الصحة» لتأجيل الدراسة.. و«التربية» لمزيد من التريث)

الجريدة
(الإنفلونزا والحج على طاولة مجلس الوزراء)

النهار
(بعد تزايد مخاطر انتشار إنفلونزا الخنازير.. والقرار لا يشمل المعلمين والإداريين توجه لتأجيل الدراسة حتى 10 يناير)



عزيزي القارئ ... برأيك ما الذي سوف تراه بعد إنقشاع غمامة إنفلونزا الخنازير ؟

توقعي المتواضع

لا جديد.. المزيد من قضايا الفساد التي يشيب لها الرأس.
****************************

بين الحين و الآخر ، أتحسس جبهتي (الطريقة البدائية لقياس درجة حرارة الجسم) ثم تتوالى الشكوك تباعاً

جنه راسي يعورني؟
جنة بلاعيمي صاكة؟
جنه أذوني تعورني؟
جنه عيوني تحرني؟

ثم أختمها بعطسة "بريئة" لتحول شكوكي إلى مخاوف.

أنتظر موعد الإفطار لأسأل الوالد (طبيب متقاعد) : يبه عندك حبة زيرتك؟
أبوي: ليش إشفيج؟
أصمت برهة لألملم أفكاري التي شتتها الخوف و أحاول جاهدة أن أحدد ما أشعر به "بالفعل" ، فتأتيه إجابتي:

فيني وسواس!


أجزم أنني لست الوحيدة التي تعيش هذا الهاجس ، وكيف لا ، فالناظر إلى عناوين الصحف لا يملك سوى أن يصاب بالهلع ، لكن جولة (إنترنتية) لمواقع إخبارية عالمية مثل البي بي سي و السي أن أن و صفحات الأم أس أن و ياهو يتبين لك أن العالم قد تعدى مرحلة الخوف من إنفلونزا الخنازير و بدأ يتعايش معه أو حتى ينساه ، بل إنني في السفر لم ألحظ أي نوع من الإجراءات الإحترازية ، الإجراء الوحيد الذي يمكن إتخاذه في حالة الإصابة بالمرض هو أن يتلقى المصاب العلاج اللازم في المستشفى.
في الكويت تطل علينا الصحف لتسقينا يوميا جرعات من الرعب ، فالموضوع مطروح أمام مجلس الوزراء ...و وزارة الصحة تحذر ، و التربية تخطط لتأجيل الدراسة ، حتى أصبح الناس مسكونين بالخوف.
إعتدت في السنوات الأخيرة أن أصلي التراويح و القيام في المنزل لكن هذه السنة في كل مرة تذهب فيها والدتي للصلاة في المسجد تبدي لي إستغرابها عند عودتها كيف أن مصلى النساء "يَصْفِر"!!

و ها نحن الآن أمام كارثة بيئية جديدة ، و ها هي الصحف قد بدأت بسرد الأمراض التي قد تنتج عن إلقاء مخلفات الصرف الصحي في مياه البحر ، و كنتيجة طبيعية لكل ذلك سوف سوف يبدأ تفكير الفرد بالإنحسار إلى أفق ضيقة جداً تتركز حول صحته و بقائه.
السياسة ليست موضوعي المفضل إطلاقاً لكن ما يجري يجعلني أتسائل ...هل نعيش مخططاً متعمداً للرعب ليغشي أبصارنا عما هو أعظم؟

السبت، 22 أغسطس 2009

العودة

مشهد يحدث:

قررت قضاء رحلة تجمعك مع ثلة من أعز أصدقاؤك ممن تجتمع فيهم الإيجابية و روح المغامرة و حس الفكاهة و غيرها من الصفات التي تنطبق مع ما نسميهم بـ"الصحبة الممتعة"، فتفرد على إثر ذلك مخططاتك و تعد العدة.. ويحين الموعد فتهم بالخروج و تستودع بيتك و أهلك الله الذي لا تضيع ودائعه.
تعود إلى المنزل وقد تملكك شعور بانك تطفو على وجه الارض ، فقد خرجت بنتائج مخططاتك كما تمنيت ، فها انت تعود بروح خفيفة غسلها الإنشراح و محى عنها الكدر ، ايامك مرت كالحلم وها أنت تتوجها بعودة إلى دفء أحبابك.

"كيف الحال؟" سؤال عفوي يتدحرج بخفة من لسانك فهو سهل خفيف كما كانت "الاحوال" في تلك اللحظات التي قد قضيتها للتو.

يأتيك الجواب وهو يرمي بكل ثقله على أسماعك :
يبدو أنك قد قضيت وقتاً ممتعاً في ذلك المكان ، أما أحوالنا هنا فهي ليست بـ"إشراق" أحوالك ، ففي نفس اليوم الذي رحلت فيه أصيب (فلان) بحمى قوية أدخل على أثرها المستشفى وقد أشتبه في البداية بإصابته بداء "إنفلونزا الخنازير" وقد قضينا وقتاً عصيباً بانتظار التحاليل التي ولله الحمد أظهرت عكس ذلك فيما بعد ، ثم حدث ذلك الحادث الرهيب لـ"فلانة" الذي لولا عناية الله لكانت في عداد الموتى لكن المسكينة اصيبت بكسور وترقد حاليا في المستشفى و يجب عليك أن تعودها هناك في أقرب وقت ، وقبل ساعات قليلة من وصولك تلقينا خبر وفاة ذلك العجوز الوحيد الذي يسكن الطابق الخامس ، تصور أنه قد وافته المنية منذ يومين في شقته دون أن يعلم أحد بأمره!!"

بعد سماع هذه المتوالية من النوائب التي ألمَّت بأعزائك ، تجد نفسك فجاة و قد خالجك شعور بتأنيب الضمير، ففي تلك اللحظات التي كنت فيها تلعق شهد السعادة الذي يغمرك ، كان غيرك يتجرع علقماً.

ما فات كان تصوير لحالي أثناء السفر و بعد عودتي من الإجازة ، ففي بداية الإجازة و بعد قضاء الأسبوع الاول ، نسأل الاهل عن أحوال الكويت فيأتينا الجواب دائماً غير "إيجابي" ففي البداية كانت العواصف الترابية ، ثم كان حادث وفاة السيد "حازم البريكان" و سيناريوهات الإنتحار و القتل و المؤامرة ، ثم كانت فاجعة الجهراء التي هزت المجتمع بأسره ،حتى أصبح السؤال عن الحال ليس سؤال عفوي أو مجرد كليشيه بل سؤال مقصود و الهدف منه الإطمئنان ، و المحزن ان الإجابة لا تكون مطمئنة أبداً ، حتى يبدو لي الآن أن الكتابة عن ايام جميلة و لحظات ممتعة قضيتها ليست سوى محض من السخافة البحتة الناتجة عن مشاعر متبلدة ، حتى بت اتسائل لماذا العودة إلى البلاد يعني العودة إلى واقع متشح بالسواد؟ "سوسة" التدهور ظلت لسنوات تنخر حياتنا السياسية و الإقتصادية و الثقافية فهل تسربت العدوى حتى إلى تفاصيل حياتنا الإجتماعية و إلى كياننا كأفراد؟

الشيء الوحيد الذي أتجرأ على القيام به الآن هو أن أبارك بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا باليمن و البركات ، و لله الحمد حمداً كثيراً و شكراً كثيراً ان فرض علينا مناسبات نحتفل بها رغم انف الأحزان.
*******
شي يبط الجبد:

عنوان "مفاجأة تحقيقات عرس الجهراء : المعرس حب راس زوجته المتهمة"

لا اعلم ما الغرض و ما الفائدة من نشر هذا الحادث "إن كان صحيحاً" ، لكن هناك من يتلذذ بإثارة المشاعر السلبية و يقتات من تأجيج الأحقاد ، مبيعات صحفكم ليست من شأننا فلطفاً بمشاعر أهالي ضحايا هذه المأساة.
*****
دعوة للتفاؤل :

خلال سفري حرصت على زيارة بعض الاماكن ذات الاهمية التاريخية و الثقافية ، عرفت حينها أنه بالرغم من المآسي و الصعاب التي تمر بها اي امة ، فإن تاريخها و ملامحها لم تخط بيد المتشائمين.