في السماء...حيث بداية البدايات، وفي منزلة عالية المكان و المكانة، نُفِخَت الروح من الحي القيوم في جسد فخاري صنع من أديم الأرض ، تسللت الحياة من رأسه حتى أخمص قدميه ، ليفتح آدم عينيه ويرى الملائكة ساجدين له ، وشيطان بغيض يعارض الأمر الإلهي (أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) ، فيستحق الطرد و اللعن إثر ذلك، وليخرج ذليلاً صاغراً من هذا العالم الجميل متوعداً ( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلي يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا).
بعد أن خرج إبليس و جر وراءه إزعاجه، أكمل آدم يومه يعرّف الأشياء بمسمياتها ليثبت للملائكة أنه الأجدر بإدارة الأرض بعلمه الواسع الذي علمه إياه ربه الواسع العليم...وبعد أن بلغ به التعب مبلغه ، أزلفت الجنة عند قدميه ، وغردت العصافير و دنت الأشجار بأغصانها ترحيباً بالساكن الجديد.
الجنة ، حلم المتقين و منتهى ما يريده الإنسان ، جالها آدم طولها بعرضها ، إلا أنه استوحشها!! فقد خالجه شعور محزن سمي فيما بعد " بالوحدة " ، فلم يجد سبيلاً للهروب من وحدته سوى أن يسدل جفنيه و يغط في سبات عميق.
هنا .... في غفلة منه... في صدره ...ومن ضلع إعوجَّ ليحمي القلب من ضرباته الدامية.... خُلِقَ كائن جميل، خرج من ذلك المكان الدافئ و استقر مكانه عند رأس آدم ، ليفتح آدم عينيه و يفرح "بها" أيما فرح.
قال: من أنتِ
قالت : أنا إمرأة
قال: لم خلقتِ
قالت: لتسكن إليّ
هنا أتى الملائكة لينظرون ما بلغ من علم آدم ...سألوه :ما أسمها يا آدم؟
قال :...حواء
قالوا: ولمَ حواء؟
قال: لأنها خلقت من شيء حي
حــــــــــواء.....
يا من خُلقتِ وكان الخلقُ وضّاءَ *** كم ذا بهرتِ وكنتِ الطينَ والماءَ!
في صدر آدمَ ضلعٌ أمرُه عجَبٌ !*** فلقد تجمّل حتى صار حواءَ
في صدر آدم قلبٌ خافقٌ أبداً *** حتى يرى الضلعَ للأضلاع قد جاءَ
قيل ...أن الله خلق حواء و آدم نائم حتى لا يكرهها ، فالرجل إذا تألم كَرِه ، بعكس المرأة التي إذا تألمت إزدادت عطفاً ، فلو خلقت حواء و آدم مستيقظ لأحس بألم خروجها من ضلعه و كرهها (بينما المرأة عندما تنجب ترى الموت أمام عينيها وهي مستيقظة لكنها ما أن تسمع صراخ وليدها تهرع إليه و تضمه).
استبدل الله تعالى آدم ضلعاً كان يحوي قلبه ... بكائن يحويه و يحوي العالم بعطفه.
حواء التي خلقت بجانب القلب لتتعامل مع القلب كما قال الشاعر (حتى يرى الضلع للأضلاع قد جاء).
وكان عالم آدم الجميل ...حيث الرب الأعظم ... حيث الملائكة يسبحون...حيث الجنة...والشيطان مطرود..........و حواء.
**********************************
في الغرب يقولون men start the sentence….women finish it for them
و أنا لا أجد في شرح ذلك أبلغ مما قاله د.عبدالمعطي الدالاتي:
آدم وحواء ..
عاشا معاً في السماء ، ثم هبطا سوياً إلى الأرض،
ليبنيا من جديد .." بيت القصيد" ..
آدم كان شطره الأول .. وحواء كانت شطره الثاني ..
وإذا كان للشطر الأول شرف البدء، و براعة الاستهلال ..
فللشطر الثاني حسن القافية، وروعة الختام ..
آدم وحواء
قصة بدأت في السماء .. ومرت بالأرض في طريق عودتها إلى السماء..
وكان عالم آدم الجميل ...حيث الرب الأعظم ... حيث الملائكة يسبحون...حيث الجنة...والشيطان مطرود..........و حواء.
**********************************
في الغرب يقولون men start the sentence….women finish it for them
و أنا لا أجد في شرح ذلك أبلغ مما قاله د.عبدالمعطي الدالاتي:
آدم وحواء ..
عاشا معاً في السماء ، ثم هبطا سوياً إلى الأرض،
ليبنيا من جديد .." بيت القصيد" ..
آدم كان شطره الأول .. وحواء كانت شطره الثاني ..
وإذا كان للشطر الأول شرف البدء، و براعة الاستهلال ..
فللشطر الثاني حسن القافية، وروعة الختام ..
آدم وحواء
قصة بدأت في السماء .. ومرت بالأرض في طريق عودتها إلى السماء..
هناك 7 تعليقات:
دعينا نتفكر قيللا في قراءة اعجبتني لتفسير سر خلقنا من ذكر وانثى نحن معشر البشر..ذكر ابن عربي في كتابه "احكام القرآن" :
"أنه سبحانه خلق الخلق من ذكر وأنثى .. ولو شاء لخلقه دونهما كخلقه لآدم !
أو دون ذكر كخلقه لعيسى !
أو دون أنثى كخلقه لحواء!
وهذا الجائز في القدرة لم يرد به الوجود ..."
سبحان من جعلهم مكملين لبعض،سر خليقتهم ومنشأ تكوينهم وحقيقة وجودهم تؤكد.. بأن لا غنى لاحدهم عن الاخر.. وكما تفضلتي.. الجنة لاتكون جنة.. الا بعد ان يكون من كل شيء "زوجين".. وان تكون هي سكنا له!
صدقت
فمن حكمته سبحانه أن أراد للحياة أن تدور بواسطة كائنين "مختلفين".
أنا أرى أن في الاختلاف إثراء...فلنتذكر الشيوعية كيف أنها أتت لمحو كل الفروقات و الإختلافات بين أفراد المجتمع ظناً بأن ذلك سوف يحقق العدل و المساواة، لكن لننظر كيف إنتهت الدول الشيوعية،فقر..فساد..قمع للحريات ، ومن ثم تفكك و إنهيار. لست بصدد الدفاع عن الرأسمالية لكن فقط أقول ..سبحان الذي خلقنا مختلفين.
صديقتي الهادئة بل الناعمة
بم أن من اهتماماتك دراسة الانسان هذا الكائن المعقد كما تصفيه :)
أدعوك لقراءة هذا الرابط وصاحب المقال (الانسان الجديد ) هو من أفضل المفكرين لدي
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=221&ISSUE=1
كثيرا ما أستفيد منه في مسألة توازن التفكير
عجبني البوست
وايد
وايد
مدري ليش حسيت بنوع من السكينه
وطول ما انا اقرى مبتسمه
مشكوره وايد
tulip
شكراً جزيلاً على "هالنقصة" :)
قريت المقال و وايد عجبني.
الإنسان الجديد بدأنا نتلمس وجوده لكني أشوفه بالغرب أكثر مما هو موجود عندنا،أو ممكن صوته بالغرب مسموع أكثر، وهو إنسان يتبع قناعاته ولا يتبع الشعارات ...وهذا الإنسان دائماً شغوف في التعرف على ذاته، وعلينا كلنا أن نسير على هذا الهدي.
شكراً جزيلاً مرة ثانية
الزين
هلا والله بالزين (أموت على هالإسم) :)
العفو آنا ما سويت شي..كل ما في الموضوع أن قصة سيدنا آدم عليه السلام مختلفة عن قصص باقي الأنبياء في طابعها...فعندما تحضر ثنائية الرجل و المرأة ، الذكر و الأنثى ، آدم و حواء لا يسع المرء إلا أن يكون جميلاً:)
فما يقدر الواحد يكتب هذي القصة بمشاعر متحجرة.
إذا إنتي قاعدة تقرينها و إنتي مبتسمة ..عيل آنا طول ما آنل قاعدة أكتبها خانقتني العبرة و أقول صج إنه سبحانه جميل يحب الجمال...الأجواء نفسها إلي إنخلقنا فيها جميلة.
مشكورة حبيبتي على المرور
حبيبتي ميلو ...
أولا ابارك لج افتتاح مدونج اللي تسرسح عالجبد وعذريني يت متأخره (عارفه رفيجتج والتكنلوجيا ربع!!)
ثانيا تعجز الكلمات للتعبير عما في خاطري .. من عرفتج لمست فيج حكمه في الراي ورزانه في التصرف فخوره كونج صديقة عمر واخت دنيا إلى الأمام يا وخيتي عسى ربي يوفقج ويبارك لج ويفتح لج بييبان رزقه
خووخوونه المزيونه ؛)
حبيبتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي :))))))))))))))
واي أمبيه وايد إستانست :)
آنا غيرت نظام إرسال التعليقات وقاعدة أقول جود وحدة من البنات تعطيني رايها بس ما هقيت إن وحدة فيكم بتعلق :)
عاد خوخة إنتي مرآتي لما أشوفج أحس إني أطالع نفسي، صداقتج جداً مريحة، 14 سنة من الصداقة البنّاتية بدون زعل وهواش و حزازيات(ماشاء الله ، الله لا يغير علينا)و ما كان لمركب هذه العلاقة الجميلة أن يبحر بهذه السلاسة دون حكمتك و هدوئك و سعة صدرك.
مشكورة حبيبتي (مو بس على التعليق) مشكورة على أشياء وايد.
إرسال تعليق